المحتوى العربي الغير هادف وتأثيرة على الأجيال القادمة ؟ ؟
Descriptions
وتسبب البحث عن طرق لجمع المشاهدات ومنها الحصول على الأموال، باستغلال الأطفال والمراهقات، ويضاف إلى ذلك جعل أسرار الأسرة مُباحة للجميع من الفرح إلى الحزن إلى الإدعاء بأحد منهما؛ وكذلك التجارة بالأديان والإساءة إلى الرموز والشخصيات ذات المناصب الرفيعة.
كما أدى البحث عن المشاهدات لالتفات اليوتيوبرز العرب إلى عرض محتويات غير هادفة “فارغة” لا تقدم للمتابع فائدة علمية أو معرفية إنما تميل إلى التسلية وإضاعة الوقت، لأن المواضيع العلمية والمعرفية والتاريخية وما إلى ذلك لا تحظى بمتابعين أو مهتمين كثر، قلَّ ما تجد محتوى ذا قيمة يتابعه الملايين عكس المحتوى غير الهادف.
إلى ذلك، يرى اليوتيوبر السوري عبيدة أبو قويدر، أن يوتيوب أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي “غير قادرة على الإطاحة بالمؤسسات الاجتماعية والدينية في مجتمعاتنا”.
ويواصل: “لكن نعم قد يؤثر على ثقافاتنا ومستوى التفكير والوعي، والتأثر بشكل أكبر بعادات الدول و الشعوب الأخرى، أما الإطاحة بشكل كامل هذا أمر صعب لأن تكوين المجتمعات العربية مازالت تحافظ على نظام الأسرة”.
بدوره، يؤكد الصحفي فارس المغربي أن يوتيوب كان أحد الأسباب لكسر قيود المؤسسات الاجتماعية، مضيفاً “ولكن لا يعد يوتيوب سبباً رئيسياً، لأنه موقع متاح للجميع وكلهم قادرين على النشر عليه. أستطيع القول إنَّ الناشرين أنفسهم هم السبب في كسر هذه القيود”.
ويتابع: “أصبح اليوتيوبرز العرب يتصرفون بطريقة توحي أن جميع هذه الأمور والقيود التي يمكن أن نسميها أيضاً عادات أو أخلاق مجتمعية وليست قيود بعيدة كل البعد عنه، ما يهمه أصبح فقط المشاهدات والمال، حيث وصل لمرحلة أصبح فيها مستعداً لفعل أي شيء لتحقيق هدفه”.
يقول اليوتيوبر السوري عبيدة أو قويدر (يملك قناة ذات محتوى هادف)، إنَّ “ما يُسمى بالمحتوى الفارغ أو المحتوى الترفيهي، هو أسهل محتوى صناعةً و أكثره رواجاً وطلباً وانتشاراً على جميع منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً إذا كان المحتوى عائلي أو مقالب، بالإضافة إلى أن وجود العامل النسائي يساعد في انتشار المحتوى بشكل أكبر وأسرع”.
ويرى المغربي أن المتابع للمحتوى الفارغ، يحاول إضاعة وقته وملء وقت فارغه بأمور لا تحتاج إلى تفكير أو بحث أو استيعاب، بل على العكس تضحكه كثيراً المشاهد التي مثلاً تحتوي على مقالب أو سخرية من شخص مشهور.
إلى ذلك، يقول الداعية الإسلامي عبد الناصر العسلي: “سبب خلو الفيديوهات من الفائدة و غلبت عليه التوافه من الأمور، فمرده إلى هيمنة العولمة التي شَيَّأت الأمور كلها أو جعلتها سلعاً مادية بحتة، فبات جني الربح المادي السهل هدفاً للعاملين في هذا المجال”.
ويضيف: “ولن تحصد المشاهدات و الإعجابات والمشاركات إلا الفيديوهات السريعة التداول وصاحبة النكتة والفكاهة والحوادث، ولن يحصل الإعجاب والتفاعل كذلك إلا إن حركت الغرائز أو أثارت الشهوات و الدهشة، وهذه تأتي مع الغرائب و الإشاعات والافتراءات و التلصص وكل ذلك مبني على انتهاك الخصوصيات وربما الأعراض”.
ويضيف: “الفكرة بدأت معي في عام 2013، لكن بسبب الظروف الصعبة التي كانت تمرّ بها سوريا كان من الصعب الحديث والخوض في أي مجال غير المجال الإنساني الذي نمرّ به”.
ويتابع: “بدأت القناة بشكل جاد في سبتمبر/أيلول 2018، وكان المحتوى العربي يركز بشكل كبير على معاينة واستعراض الهواتف فقط؛ لذلك قررت أن أضيف شيئاً جديداً، وهو التوعية التقنية وخصوصاً في المجال الأمني و خصوصيتنا على الإنترنت بطريقة تصوير مختلفة تعتمد على الدقة العالية والمونتاج الاحترافي رغم تواضع وضعف المعدات و الإمكانيات في ذلك الوقت”.
ويزيد: “وللملاحظة 90 % من القنوات التقنية العربية وهم كلهم أصدقائي لكن ليسوا من أهل الاختصاص، بل هم من محبي التكنولوجيا وهي من هواياتهم، لذلك سد هذه الثغرات في المحتوى العربي ضروري من أهل التخصص”.
أبو قويدر، يعتبر أن عدد متابعيه قليل مقابل الجهد الذي يتم بذله ويعود ذلك لعدة أسباب “أهمها كما ذكرنا الطلب الكبير على المحتوى الترفيهي، ثانياً انتشار المحتوى الترفيهي بشكل كبير يؤثر على خوارزميات اليوتيوب التي بدورها تفهم أن هذا هو المحتوى المطلوب وتقوم بتروجيه و إيصاله للجمهور بشكل أكبر؛ وذلك على حساب المحتوى التعليمي وهذا ملاحظ في القنوات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ذات المحتوى التعليمي أن عدد المشاهدات انخفض بشكل كبير جداً في عام 2020 – 2021”.
الصحفي فارس المغربي، يقول إنَّ التجربة العربية بأغلبها هي تجربة مستنسخة من التجارب الأجنبية، مشيراً إلى أن الأجانب كانوا سباقين في تقديم المحتوى عبر يوتيوب، قائلاً: “النسبة الكبيرة من اليوتيوبرز الأجانب ليس لديهم كما اليوتيوبرز العرب أسلوب الشحاذة و الدونية، حيث يصل الأمر إلى البعض منهم للتوسل من أجل ضغط زر الجرس والمتابعة”.
وأيضاً من الفروق بين الجانبين المذكورين، هي أرباح المشاهدات، فمن خلال ما ذكرته مواقع اقتصادية مهتمة بالمواضيع المتعلقة بهذا الصدد، فإن أرباح المشاهدات من البلدان الأجنبية أكثر بكثير من أرباح المشاهدات في البلدان العربية.
تصدرت الكثير من الأسماء في هذا الصدد، نذكر منهم اليوتيوبر المصري أحمد حسن وزوجته زينب، والسوري سيامند وزوجته العراقية شهد، و الجزائري يحيى وزوجته اللبنانية سحر، والسوريين ريتشو وننوش.
فتجاوزاً للخصوصية الأسرية وبشكل يتنافى مع كافة التقاليد والقواعد والعادات والأصول المصرية، استغل اليوتيوبر أحمد حسن لحظات ضعف زوجته زينب، وحزنها على والدها عند وفاته، حيث قام بتقديم مجموعة فيديوهات وهي بحالة يرثى لها لمجرد الحصول على مزيد من المشاهدات و”اللايك” والـ “شير”، وبالتالي زيادة أرباحه ودخله من مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول الداعية الإسلامي عبد الناصر العسلي، إنَّ قنوات “يوتيوب” كسرت قيود المؤسسات الأسرية والمجتمعية، لأن مالكيها باتوا يستغلون كل شيء للوصول إلى الهدف المرجو منه من عدد المشاهدات ولو كان ذلك على حساب انتهاك خصوصيات العائلة نفسها.
من جهته، يرى الصحفي فارس المغربي، أن الحياة الأسرية باتت عرضة للجميع لأن يوتيوب منصة تتيح للجميع النشر عليها وعرض أي محتوى يستطيعون تقديمه، لافتاً إلى أن عدم امتلاك الشباب العربي لأفكار هادفة تجعلهم يعرضون حياتهم الشخصية على المتابع بغية استمالة عواطفهم وكسب أكبر عدد من المشاهدات وبالتالي المتابعين، وتكوين فوائد مالية طائلة.
ولعلَّ من أبرز الأخبار التي نالت جدلاً هو استغلال أسرة “الزعامة” في المغرب، لطفل متلعثم لحصد مشاهدات. فتلك الطريقة التي تعد أسرع وسائل الربح المادي، دفعت البعض إلى استغلال الأطفال في كسب تعاطف رواد السوشيال ميديا.
والعام الفائت، اشتهرت قضية الطفلة “إيلين”، بعد أن أمرت النيابة العامة المصرية بحبس والدي الطفلة 4 أيام احتياطياً على ذمة التحقيقات لاتهامهما باستغلالها اقتصادياً و تعريضها للخطر، وتسليم الطفلة المجني عليها إلى جدتها لوالدها، مع أخذ التعهد عليها بحسن رعايتها
وكانت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام، قد رصدت مطالبات عدة بمواقع التواصل الاجتماعي بالتحقيق مع والدَي الطفلة وهما اليوتيوبر أحمد حسن وزوجته زينب، لاستغلالهما الطفلة في تحقيق ربح مادي بترويج مقطع مصوَّر تضمن تخويفَهما طفلتهما والسخرية من خوفها وردِّ فعلها.
ولم يتوقف مدونو اليوتيوب في العالم العربي عن استغلال الأطفال لحصد المشاهدات، ففي قضية أثارت غضباً كبيراً، أقدمت المدونة المغربية “سارة أبو جواد” بمقلب استغلت فيه رضيعاً أسمر البشرة، وقدمته لزوج أختها على أنه مولوده الجديد.
تعرضت على أثره سارة، لنقدٍ كبير وصل إلى حد المطالبة بمحاسبتها قضائياً لتصرفها “العنصري”.
ويثير الموضوع بين الفينة والأخرى غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يرون بدورهم أن اليوتيوبر قد يفعل أي سلوك “لا أخلاقي” في سبيل تحقيق مبتغاه.
تحت هذا العنوان “اللي اختشوا ماتوا.. اليوتيوبر أحمد حسن يستغل لحظات ضعف زوجته لكسب اللايكات”، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي يونيو/حزيران العام الماضي، بفيديوهات اليوتيوبر المصري واستغلاله ضعف وحزن زوجته على وفاة أبيها لجمع المشاهدات من خلال تعاطف الناس.
وفي يونيو/حزيران العام الجاري، شنّ عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً على حسابات اليوتيوبر أحمد حسن، وذلك بعد اتهامه من فتاة تدعى سما، بالتحرش بها.
وفي يناير/كانون الثاني من العام الجاري، أثار اليوتيوبر المصري عمرو راضي، غضب أبناء مدينة المنصورة؛ بعد افتتاحه فرع المطعم الخاصة به في منطقة المشاية بمدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية.
وقام راضي بالتقاط عدد من الفيديوهات مع الفتيات القصر، الأمر الذي أثار حالة من الغضب لدى أبناء محافظة الدقهلية، الذين طالبوا بغلق المطعم لكون أفعال صاحبه غير مسؤولة، وترتب عليها تصوير بنات المنصورة بشكل أغضب الجميع.
ونشر “راضي” عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تجمعه بعدة فتيات يتغزل بهن، و يقمن الفتيات بالرد عليه بنفس طريقة الغزل، الأمر الذى تسبب فى غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين على أن الفتيات صغيرات ولا يدركن ما يفعله ويعيش في وهم السوشيال ميديا، مشيرين إلى أنه يستغل هذا الأمر بالتصوير معهم بطرق غير مرضية.
في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، أعلن اليوتيوبر الكويتي حسن سليمان، المعروف باسم “أبو فلة” عن إطلاقه حملة لدعم اللاجئين السوريين في شمال غرب سوريا بمناسبة وصول قناته إلى 12 مليون مشارك.
وقال “أبو فلة” في مقطع فيديو نشره على قناته الرسمية في موقع “يوتيوب”: إنه “تكفل ببناء 12 بيتًا لإيواء اللاجئين السوريين القاطنين في المخيمات شمال غربي سوريا”.
وأضاف: أنه تواصل مع جمعية “الشيخ عبد الله النوري” الخيرية في الكويت بهدف نقل 12 عائلة تسكن في مخيمات الشمال السوري إلى المنازل، مشيرًا إلى أن تكلفة المنزل الواحد تبلغ 1600 دولار أمريكي.
الصحفي والكاتب السوري، قتيبة ياسين، علق على تبرع “أبو فلة” للنازحين السوريين، قائلاً: “يوتيوبر كويتي استغل حدث وصول قناته إلى 12 مليون مشترك ليتبرع للاجئين السوريين في المخيمات، وأطلق حملة جمع تبرعات لإيواء العوائل الذين هجرهم الأسد في مخيمات الشمال”.
وأضاف: “لم يخف على متابعيه كما يفعل بعد اليوتيوبرز السوريين الذي ابتلينا بزناختهم ولم يتحجج بالقول أنا ما بحكي سياسة”.
وفي أغسطس/ آب الفائت، تخطى اليوتيوبر العراقي كرار الساعدي، 9 مليون مشترك على قناته عبر منصة يوتيوب، وعليه تبرع بأرباح الـ 9 مليون للأيتام والفقراء والناس المحتاجة ضمن رسالة هادفة يقدمها لجميع الصاعدين و المقتدرين
ففي أواخر العام الماضي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بخبر حبس أحمد سبيع، صاحب قناة على يوتيوب يقول إنها متخصصة في “مقارنة الأديان والرد على الشبهات”، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
وأفادت مصادر قضائية بأن النيابة وجهت له اتهامات، من بينها “نشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام”.
وجاء ذلك بعد يوم واحد من نشره آخر فيديو له على قناته على اليوتيوب والذي حمل عنوان: “حرف واحد أتعب المسيحيين وأثبت تحريف الكتاب المقدس”.
وفي 9أغسطس/آب الفائت، وبعدما انتشر فيديو ليوتيوبر سوري، زعم خلاله إقامة حفل الكشف عن جنس الجنين، برفقة زوجته العراقية أمام الأهرامات في الجيزة، هدّد رئيس شركة الصوت والضوء، المسؤولة عن الاحتفالات في الأهرامات، محمد عبدالعزيز، بملاحقة اليوتيوبر قضائياً.
وقال محمد عبد العزيز إن “الحفلات الخاصة للأشخاص ممنوعة تماماً، لأن الأهرامات لا تستخدم بغرض الدعاية”، مردفاً أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية لردع هذا الشخص الذي زعم ذلك.
وحققت الشرطة الألمانية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الفائت، مع اليوتيوبر السوري فايز كنفش، بعد أن ظهر في أحد شوارع برلين وهو يرتدي الزي العربي ويقوم بجلد رجل مكبل اليدين يضع قناعاً بصورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
كما أظهر الفيديو كنفش وهو يسحب الرجل الذي يضع صورة ماكرون بينما كان المارة يهللون في شارع زونينالي بحي نويكولن بالعاصمة برلين، الذي يشتهر بمطاعمه ومتاجره العربية والتركية.
و حينذاك، أكد كنفش أن الشرطة الألمانية أوقفته و استجوبته حول هذا المشهد التمثيلي المثير، مشيراً إلى أنه كان يريد أن يظهر للألمان والغربيين أن حرية التعبير لها حدود.
فيما يتعلق بكيفية تحقيق قناة على منصة “يوتيوب” النجاح، يرى اليوتيوبر السوري عبيدة أبو قويدر، أن اختيار المحتوى المناسب غير المكرر ذات مواضيع جديدة وتقدم في الوقت نفسه فائدة للجمهور.
ويتابع: “لكن من المهم أن نحدد ما هو النجاح المطلوب من القناة (على سبيل المثال عدد المشتركين، المشاهدات، العلاقات مع الشركات والدخل المادي) حتى نناقش الطرق والخطوات”.
ولعلَّ من أبرز هذه المنصات التي تحاول منافسة اليوتيوب وتكون البديل وتقدم لمنشئي المحتوى ربح مادي، منصة (Utreon، Vimeo، Veoh، ميتاكافيه، ديلي موشن، فيس بوك، تيك توك).
مهندس الاتصالات والكمبيوتر اليوتيوبر السوري عبيدة أبو قويدر، يقول إنَّ منصة “فيس بوك” تطور أدوات كثيرة وتعطي أرباح لمنشئي المحتوى أكثر من “يوتيوب” حتى ينافسها بشكل أكبر.
ويضيف: “لكن أرى أن التطبيق القادم بقوة هو التيك توك لما فيه من مميزات حازت على اعجاب الجمهور بشكل كبير سواء لمنشىء المحتوى أو للمتابع، لكن كل هذا لا يعني أنه لليوم يوجد أي تطبيق قادر أن يلغي اليوتيوب“.
🌟 🌟 🌟 🌟 🌟
Add a review
نسعد دائما بآرائكم